عامٌ من نمير

نمير

في الأول من شهر مارس المنصرم، أكملت منصة نمير عامًا كاملًا منذ انطلاقتها الجديدة عام 2021م، محققة نتائج ممتازة بالنسبة لعامها الأول، وصارت مقصدًا أساسيًا لطلاب الدراسات العليا في المجالات الشرعية، والمجالات المرتبطة بها، مثل اللغة والأدب والثقافة وتحقيق النصوص.

نمير قبل نديم:

ابتداءً من النصف الثاني لعام 2020م، صار الهدف الأساسي لشركة نديم تصميم منصة إلكترونية لبث فعاليتها الافتراضية، والتي نمت ذلك العام تأثرًا بحالة الحجر الصحي حين اعتزل الناس داخل منازلهم بسبب جائحة كورونا.

لكن انتهاء الحجر المنزلي لم يؤثر كثيرًا في أعداد المقبلين على البرامج التعليمية الافتراضية، بل صنع سلوكًا دراسيًا “عنبعديًا” إن صح التعبير، وصار التعلم الافتراضي وسيلة أساسية لكثير من الطلاب والطالبات، خاصة في ظل الصعوبات الكثيرة التي تقف حائلة دون التحاقهم بالبرامج الواقعية.

من أجل ذلك شرع فريق الشركة في التواصل مع الشركات البرمجية المختلفة، لتصميم منصة تلبي حاجات الملتحقين ببرامجها، وتكون في الآن نفسه سهلة الاستخدام.

وفي أثناء اجتماع لفريق العمل أواسط عام 2020م دخل المشرف العام عبيد الظاهري على المجتمعين، وباح لهم بمضمون مكالمة هاتفية تلقاها من مالك إحدى المنصات المعروفة، والذي أبدى رغبته في التنازل عنها لصالح شركة نديم، بشرط تفعيلها، وحينها علت على وجوه الحاضرين معالم الدهشة ومخايل الفرح، إذ كان تصميم مثل هذه المنصة حلمًا بالنظر إلى خبرات الفريق وموارده المتاحة.

لم تكن هذه المنصة غير منصة نمير، والتي كانت متعددة المسارات، وفي مجالات متنوعة، وإن كانت أكثر مساقاتها في مجال خدمة الباحثين.

لكن انشغال المؤسّسَيْن حال دون تطوير المنصة وتفعيلها، وحاولا عدة مرات تفعيلها بطرق مختلفة، حتى قررا التنازل عنها لإحدى الجهات المستعدة لاستثمارها أحسن استثمار، وهو ما تحقق مع شركة نديم.

نمير بعد نديم:

بدأ فريق الشركة استلام المنصة في شهر نوفمبر 2020م، وشرع في تطوير المنصة في نطاقات مختلفة، فأولًا كان لا بد من صناعة رؤية جديدة للمنصة، تحقق أهداف شركة نديم في خدمة طلاب العلوم الشرعية، خاصة في المجالات المهارية التي يحتاجها طلاب وطالبات الدراسات العليا.

ولذا فإن المنصة قد حددت همّها في تمليك أدوات التحصيل المعرفي لدى الشباب، وهو الاحتياج الذي لا تهتم به المنصات التعليمية كثيرًا، والتي تركز على مضامين المواد العلمية، أكثر من مهارات التعلم.

وأعاد الفريق صياغة الصورة البصرية للمنصة، بحيث توحي للمشتركين بالمجال الجديد الذي تستهدفه، والذي تمثل في شعارها الجديد: رواء العلم.

تقدم نمير خدماتها من خلال نافذتين، النافذة الأولى هي المساقات التعليمية، والتي قارب مجموعها 100 ساعة في عام واحد، في عشرات المساقات المختلفة، وبلغ عدد حضورها المباشر أكثر من 7000 آلاف مشارك ومشاركة، أما حضورها غير المباشرة في عامها الأول فقارب الرقم 50 ألف.

والنافذة الثانية هي خدمة الاستشارات الفردية الافتراضية، والتي يقدمها نخبة من المتخصصين والأكاديميين في مجالات متعددة، وتتركز أغلب خدماتهم الاستشارية في المجالات البحثية، أو مجال تصميم الخطط الشخصية للتعلم، وفي بعض الحالات تكون هناك استشارات لحل إشكالات علمية.

تبلغ مدة الجلسة الاستشارية 45 دقيقة، ويقدم الجلسات 30 مستشار من الجنسين، في أكثر من 80 مجالًا مختلفًا، وتحظى أكثر هذه الجلسات بتقييم ممتاز من المستفيدين والمستفيدات.

ولئن كانت هذه الأرقام ذات دلالة على الإنجازات التي حققتها المنصة في عامها الأول، فإن الإنجاز الحقيقي لا يمكن تمثيله في أرقام، فقد فعّلت المنصة كثيرًا من المتخصصين، وساعدتهم في خوض تجارب إرشادية وتعليمية مبتكرة، ساهمت في تنويع جوانب البذل والعطاء والتعليم، خارج السياقات المعتادة، ووسعت من دائرة المستفيدين من علومهم ومعارفهم وخبراتهم.

وربما لا يعرف أكثر المشتركين في برامج المنصة، أن فريقها مكون من شخص واحد، فقد أخذت آلاء الخطيب على عاتقها همّ المنصة، وجعلت من نفسها حلقة وصل بين المتخصصين والمستفيدين، تسعى لابتكار مساقات تعليمية جديدة بالمنصة، وتوسيع دائرة المستفيدين من برامجها، وضم متخصصين كثر إلى قائمة أساتذة المنصة ومستشاريها.

آفاق نمير:

وضعت المنصة من أهدافها صناعة مجتمع للباحثين، يخدم اهتماماتهم العلمية والبحثية، ويسمح بتناقل الخبرات بين أفرادها، وهو هدف لم يتحقق حتى الآن نظرًا لأن المنصة وليدة، ولكن البيئات الافتراضية بشكل عام ما زالت تعاني، فالابتكارات المتاحة حتى الآن لا ترقى لتوقعات العاملين ولا المستفيدين، وهي ثغرة يمكن للعاملين في قطاعات التقنية تقديم حلول مبتكرة لها، تنطلق من واقع احتياجات المؤسسات المحلية.

تسعى المنصة أيضًا إلى تقديم خدمات أكثر تنوعًا للباحثين والباحثات، لتساعدهم على تطوير إمكاناتهم البحثية، وعلى إنجاز أبحاثهم، حيث يعاني كثير من الباحثين والباحثات من صعوبة إكمال أبحاثهم، ويبحثون عن برامج ومجتمعات ومرشدين، يأخذون بأيديهم إلى خط النهاية، قبل أن يغرقوا في لجج التعثر واليأس.

شارك الصفحة