تسعى نديم إلى اكتشاف مساحات جديدة لتقديم برامجها، والوصول لشرائح متنوعة من أصحاب الاهتمامات المعرفية والثقافية، وتلبية احتياجهم بما يلائم إمكاناتهم.
من هنا أطلقنا مجتمع (مستنار) والذي يقدم للمشتركين فيه مادة ثقافية نوعية في حقلين مهمين هما علم النفس وعلم الاجتماع، ويهدف إلى تكوين مجتمع من القراء المميزين غير المختصين والذين لهم اهتمام بالكتب النفسية، والاجتماعية، من مرونة فكرية وانفتاح عقلي، ورؤية نقدية. وقد حظينا بقراء من تخصصات مختلفة يقدم كل منهم رؤيته الخاصة من تجربته الحياتية، ومجال دراسته وقراءاته السابقة.
أقيم من المجتمع موسمان حتى الآن، بلغ المشتركين فيه 147، كانوا ثلة من القراء المميزين من تخصصات متباينة شملت العلوم الشرعية، والتربوية، والرياضيات، والعلوم النفسية، والاجتماعية، والتخصصات الصحية والطبية، وعلوم اللغة والتخصصات التقنية، مما ساهم في إثراء المحتوى وأضاف تنوعا في الرؤى والأفكار.
وكذلك تنوع الفئات العمرية والاجتماعية للمشتركين بين آباء، وأمهات، وطلاب، وموظفين، وباحثين.
قراءات ثرية
حرصنا على تقديم تجربة قرائية متنوعة، بحيث يخرج المشترك وقد ناقش ثلاث كتب في كل موسم في مجالات متعددة تمس بشكل مباشر اهتمامه وحياته اليومية، وناقش خلفيتها النظرية، وبعض القضايا المتصلة بالعلم الذي تنتمي إليه.
جاء الكتاب الأول “نهاية النسيان” من تأليف: كيت إيكورن، في الجانب الاجتماعي حيث يناقش آثار اختفاء النسيان كظاهرة اجتماعية في عصر التواصل المفتوح.
بينما كان الكتاب الثاني “إخفاق التواصل” للمؤلف: يوهان هاري، يتحدث عن تجربة شخصية واستقصائية ناقدة للمؤلف حول الاكتئاب وحقيقة أسبابه المهملة.
واختتم الموسم بكتاب “صعوبة التخلص من العادات” تأليف: راسل بولدراك، الذي يقدم طرحاً مختلفاً عن كتب العادات التقليدية، يشرح الكتاب عمل العادة وصعوبة تغييرها من منظور بيولوجي عصبي.
أما في الموسم الثاني فقد افتتحناه بكتاب “فلسفة الوحدة” للمؤلف لارس سيفيدسون والذي يتناول فكرة الوحدة والمفاهيم المتصلة بها بأسلوب فلسفي بسيط ومشوق.
وفي الشهر الثاني كنا على موعد مع كتاب “عندما يقول الجسد لا” ومؤلفه هو الطبيب الكندي جابور ماتيه الذي يتناول تأثيرات الضغوط النفسية على الصحة الجسدية بأسلوب قصصي.
وختم الموسم بكتاب “علم النفس ديناً.. مذهب عبادة الذات” حيث يتناول نقد لعلم النفس الذاتي من وجهة نظر دينية مسيحية.
وبلغ مجموع صفحات هذه الكتب = 1533 صفحة.
أمسيات مفتوحة
تضمن المجتمع عددا من الأمسيات التي كانت تهدف لتقديم مادة تثري تجربة القارئ في المجالات النفسية والاجتماعية، في جو من الأريحية والقرب.
كبداية لمستنار كان اللقاء المفتوح الأول لإثراء تجربة القارئ بتجربة شخصية قرائية أخرى فكان لقاء: “تجربة في القراءة النفسية” مع الدكتور محمد عودة.
وللإجابة عن سؤال ملح بحكم النشر الموسع في علم النفس والتداخل بينه وبين العلوم الأخرى قدم مستنار
لقرائه لقاء: “كيف نقرأ علم النفس؟” وحديث علمي قريب حول القراءة في هذا المجال، وما ينبغي مراعاته فيه.
وكختام للموسم الأول أتى لقاء: “العلاج بالقراءة” ليقدم بعض الأفكار حول القراءة كعلاج حقيقي وناجع للتعامل مع المشكلات الحياتية.
وافتتح الموسم الثاني بلقاء: “قراءة في سيرة عقل غير هادئ” مع الأستاذة تهاني العتيبي لتحليل وقراءة تجربة المؤلفة مريضة ثنائي القطب من وجهة نظر تخصصية.
وتلا ذلك لقاء: “العلاج بالكتابة” والذي كان من اقتراح المشتركين في الموسم الأول قدمته الأستاذة: أشواق الشمري لمناقشة الكتابة كوسيلة للعلاج النفسي والنمو الشخصي.
بالإضافة إلى اللقاء الأخير الذي كان حول علم النفس والأدب، وإطلالة على العلاقة بينهما.
انطباعات وآراء
في نهاية المجتمع حرصنا لأخذ انطباعات المشتركين والإنصات لآرائهم التي تسهم في تطوير المحتوى في المواسم اللاحقة والارتقاء بالتجربة، وكانت هذه بعض آراء المشتركين التي وصلتنا:
– “اللقاءات ممتازة وإدارة الحوار كانت مميزة اختيار الكتب موفق المواضيع مهمة ومترابطة ومتسلسلة بشكل او بآخر”.
– “جدول القراءة كان مرن وأعجبني وجود يومين للاستدراك والراحة، لم يكن جدول القراءة مضغوط، حتى المنشغل بأعمال أخرى يستطع أن ينتهي من الكتاب بالراحة”.
– “المجموعة حفزتني على القراءة عند الملل، اللقاءات كانت ثرية أضافت لي الكثير لفهم علم النفس، شكراً لكل القائمين على هذا النادي سأوصي دائماً بالانضمام له لتأكدي من الفائدة التي سيحصل عليها القارئ عندما يجد مجموعة قرائية تشاركه الاهتمامات والمواضيع التي يحب القراءة فيها في علم النفس والاجتماع ونقاشها مع المختصين”.
وكان لبعض الضيوف ومقدمي اللقاءات نصيب في بث انطباعاتهم حول البرنامج، إذ قالت د.سمية النجاشي: “تشرفت بمناقشة كتاب (صعوبة التخلص من العادات) للمؤلف: راسل بولدراك، في الموسم الأول لمجموعة مستنار، ووصفي للأمسية بالنزهة الفكرية لا يجاور الصواب في أي طرف، فمتعة القراءة حين تتوَّج بمناقشة النص مع فريق مطلع، وعقول متسائلة تجعل الكتاب المقروء أبقى أثرا في الذاكرة، وأمضى نورا في الإدراك والسلوك”.
وتقول د. غادة الخضير: “لقاء كان مثل نافذة مشرعة على أفكار وآراء الحضور التي منحت الحوار ثراء ساهم في طرح إجابات لسؤال اللقاء، طرح الموضوع واختيار محاوره الرئيسة؛ يعكس حرص مستنار على خوض الجديد فيما يتعلق بالقراءات التي تتبنى علم النفس ضمن اهتماماتها، وحرصها على وجود نخبة من الحضور الفاعل يؤكد حرصها أيضاً لتبنى عقول يمكنها من خلال مناقشاتها أن تقدم منحى مختلف للتفكير في الأمور”.
ويعبر د. عزام السحيباني عن تجربته بقوله: “التجربة ثرية جداً بالنسبة لي ومناقشة مواضيع فلسفية واجتماعية تهم الجميع أمر مطلوب لزيادة مساحة الثقافة والنقاش الأدبي الخالي من الإساءة الشخصية. وهذا ما تفتقده بعض منصات التواصل الاجتماعي الأخرى”.
وتذكر أ. تهاني العتيبي بهجة المشاركة بـ:
“سعدت بالمشاركة معكم في هذه التجربة والنقاش العلمي الثري،كان لي الشرف بـ مشاركتكم ببرنامج مستنار المميز بـ مواضيعه وضيوفه. أتمنى التوفيق للمشاركين وللبرنامج في نسخته القادمة”.
يواصل نادي مستنار فعالياته في موسمه الثالث، والتي تضم لقاءات وجلسات لمناقشات الكتب، ويمكنك الاشتراك في النادي من هنا.