خمس وثلاثون يومًا مضت تطوافًا في مقالات الطناحي، سبرنا بها أغوار فؤاده، واجتنينا إرثًا زخر به تاريخنا، وتلمسنا الفوائد والدرر المنثورة بلغةٍ عذبة ثرية وأسلوبٍ رفيع ماتع يرتقي بلسان قارئه.
جلنا بحور اللغة نحوًا وصرفًا وأدبًا، ودنونا من قبس إرثنا الوضّاء وقضاياه، بمصافحة الأديب المفكر والمحقق والكاتب والشاعر ومَن حاز سيرةً لامعة طوت ذكرها الأيام.
فمن وصف المؤلف لحياة فؤاد سيد قوله:”صورةٌ فذة جمعت أجزاؤها كل جلال النبوغ الفطري والتحصيل الذكي الدؤوب والعصامية التي استعملت على قسوة المنشأ وباركتها عناية الله حتى استوى علمًا نافعًا فيه خير وبركة ونماء”.
وعن ابن زريق ذي العينيّة يقول: “صاحب القصيدة البديعة التي يسمع المحب فيها رجع أناته، ويحس الغريب منها لذع الغربة يكوي فؤاده ويشده إلى مراتع صباه ولهوه، ويغذي الصوفي بها مواجيده وأشواقه، ثم يجد فيها قارئ الشعر متعة بما يسري فيها من نغم علوي وإيقاع آسر”.
وعن محمود شاكر كان حديثه فقال: “غاية ما انتهيت إليه أن الرجل رزق عقل الشافعي وعبقرية الخليل ولسان ابن حزم وجلد ابن تيمية، بل إني رأيت أن ليس بينه وبين الجاحظ أحد في الكتابة والبيان”.
وغيرهم من أعلام الأدب الكرام
كما توغلنا في علم المخطوطات وعالم الكتب والرسائل والمعاجم المكتبات والمطابع.
رافقنا أكثر من ٥٠٠ مشترك وأتمّ القراءة ١١٥ منجز يحثّهم إلى معين القراءة شغفٌ معرفي متميز، وتوج عشرة فائزين بعشرة جوائز بعد أن جالوا غمار ٨١٩ صفحة، فهنيئًا لكل قارئ غنم هذا السفر الثري وتضلع من جنبات علوم اللغة وأعلامها.
لمتــابعة أنشطـة المبــادرة ــــــــــــ